الحجاب شعار متحرك في الطرقات والمحال والمؤسسات وأماكن العمل ، فهو وسيلة دعوية متحركة وفاعلة حتى لو لم تدْعُ صاحبته إلى ذلك ،
أو لم تكن هي نفسها قدوة تحترم هذا الزي الذي ترتديه . فمجرد وجود هذاالحجاب أو اللباس الشرعي كاف لإثارة أعداء الإسلام والعمل على محاربته . وقد تنوعت أساليب العمل على خلع الحجاب والتخلص منه ، ومنها المناداةبحجاب للرجل مثل حجاب المرأة . وبما انهم يعلمون تماما انه لا حجاب علىالرجل في الإسلام ، فانهم اتخذوا ذلك منفذا للتخفيف من حجاب المرأة . والحجة في ذلك أن ما يثير الرجل من المرأة هو نفسه ما يثير المرأة منالرجل ، فلا بد أن يتساوى الاثنان في اللباس . فإذا لم يحصل وكان الرجل لهالحق في التخفيف من اللبس كالقميص والبنطلون وغير ذلك ، فلا اقل أن يُسمحللمرأة بذلك .
لكن الإسلام يوجب ستر العورة لكل من الرجل والمرأة ، على اختلاف فيالمذاهب على مستوى الستر ؛ فيتراوح عند المرأة ما بين جميع الجسد أو الوجهوالكفين ، وما بين السرة والركبة عند الرجل . كما يُشترط في اللباس ألايصف ، ولا يشف ما تحته ، ولا يكون مثيراً أو ملفتاً للنظر ، مع مطالبةالطرفين بغض البصر . فهل يعني الاختلاف في اللباس ما بين المرأة والرجلوجود اختلاف أيضا في طبيعة الإثارة وطبيعة الجسد عند كل منهما؟ هذا معالعلم أن كلا من المرأة والرجل إنسان بالدرجة الأولى ، وما عند هذا منالغرائز هو ما عند تلك ، فأين الفرق؟
المرأة بحكم طبيعة تكوينها الجسدي مثيرة ، لذلك جاء التركيز على لباسهالمنع الإثارة والأذى . فالمرأة مطلوبة ، وذلك على الرغم من أن لها نفسغرائز الرجل وما يثيرها يثيره ، لكن الاختلاف يكمن في المستوى ونقطة البدء . فإذا كان الرجل مُثاراً ومهيئاً أي تغلب عليه الشهوة لأي سبب فانه يطلبالمرأة ، وقد يلجا إلى العنف ، وإذا لم يكن هناك ما يردعه فسيقضي شهوتهمنها رغماً عنها . لكن لننظر إلى العكس ، لو أن المرأة هي التي تشتهيالرجل وطلبته ، فانه يلزمها في هذه الحالة أن تثيره أولاً ، ثم بعد ذلكتقضي منه شهوتها . أما إذا لم يتهيج فمن العسير عليها أن تأخذ منه شيئا ،ومن هنا كانت الإثارة من قبل المرأة سواء كانت طالبة أم مطلوبة .
ومما يؤكد أن المرأة هي المطلوبة وأنها عرضة للأذى ، ما يحصل في الحروبوفي حالات الاغتصاب ؛ فنرى كيف ينقض الجنود المحتلون على النساء مثلالكلاب المسعورة . أما ما يقال من أن الاغتصاب انعكاس لمرض نفسي فغير صحيح، بل هو دليل على شدة طلب الرجل للمرأة ، وانه يحصل على ما يريد منهابالقوة لأنها تقاوم بطبيعتها فيبادل المقاومة بأخرى .: وفي النهاية نسال الله الستر والثبات في القول والعمل :