بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
نتحدث اليوم عن ظاهرة شديدة الخطورة انتشرت بصورة مفزعة في مجتمعاتنا فأفقدت المجتمع أمنه وأمانه
وفرقت الأحباب وقطعت الأنساب . إنها ظاهرة الغضب التي صارت سمة واضحة للمجتمع فلا تجد من يحلم ولا يصبر ولا يسامح إلا منن رحم الله ممن اختصهم بالقدرة على السيطرة على أنفسهم ومقابلة إساءة الناس ببسمة هي أثمن من كنوز الدنيا
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عهليه وسلم من هذه الظاهرة الخطيرة فقد جاء جَارِيَةُ بن قُدَامَةَ، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له: يا رسول الله، قلْ لي قَوْلاً وأَقْلِلْ عَلَيَّ؛ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَغْضَبْ)) ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له: ((لا تَغْضَبْ))؛ رواه أحمد. نعم إنها الوصية الجامعة لاتغضب فتفقد نفسك ويتمكن الشيطان منك وتندم في وقت لا ينفع فيه الندم ولذا يعلمنا المضطفى صلى الله عليه وسلم أن القوة ليست أن تصرع أقرانك وتهزمهم بجسدك وإنما القوة والشدة إن تصرع شيطانك وتسيطر على غضبك فقال صلى الله عليه وسلم :
((ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ))؛ متفق عليه.
وقد امتدح الله الأشداء الذين يتمكنون من زمام أنفسهم عند الغضب فقال تعالى : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
وقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ قال: "الصبر عند الغضب، والعفوُ عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله، وخضع لهم عدوُّهم"،
وقال عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: "مكتوبٌ في الحِكَم: يا داود إيَّاك وشدةَ الغضب، فإن شدةَ الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم".
لذا يا إخواني من منا يحب أن يفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ؟
من يريد أن يسير تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم ويرد حوضه ويشرب من يده وينال شفاعته ؟
من أراد ذلك أقول له : لا تغضب !!
دمتم في أمان الله وحفظه
بقلم
الاسطورة سيف الاسكندرانى