ما أروع منظر الورود،،وما
أبهى شكلها،، وما أحلى ألوانها
،،تبث الجمال من حولها ،، وتنثر العطر بين جنبيها..
ولكن هذه الورد حين قطفها ،، تذبل
وتموت ،، فحياتها في أرضها..
وأنا سوف اقطف لكم ثلاثة ،، لن تذبل ولن تموت
أنت تسقيها وهي تتفتح بعد موتك
وسوف يصلك عبير عطرها ،، وجمال شكلها.
لكن قبل أن اقطفها لك ،، لابد من أن تراعي أن تغذيها ،
لكي تتفتح وتزهر هذه الورود لها تغذيه خاصة ،، واهتمام خاص أيضا..
الوردة الأولى..
(( الأعمال الصالحة ))
تعني كل عمل يقربك إلى الله من أقوال وأعمال وأفعال..
ابتدائاً بشهادة أن الله واحد احد ،،، فرد صمد ،،وهي مهمة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال : لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه دخل الجنة)
فهذه بوابه الدخول في الإسلام ،،
تليها الصلاة ،،
ثم الزكاة ،،فالصوم ،، فحج بيت الله الحرام.
الأعمال الصالحه كثيرة ،، لا تعد ولا تحصى ،،
فأكسب في رصيدك ،، وتزود ليوم رحيلك ،،
فهذه سوف تبقى معك في قبرك،، إذا ذهب عنك الأهل والأصحاب ،،
وبقيت وحدك في أول منازل الآخرة ،، فلن ينفعك سواها..
فهذه ورده لا تذبل
بعد موتك ،، بل تتفتح لتجني ثمرها في الآخرة بإذن الله.
الوردة الثانية..
(( صدقة جارية ))
هي تلك الصدقة التي تخفيها ، حتى لا تعلم يسارك ما أنفقت يمينك تصبح باسمك ،،
تخرجها لمن يحتاجها ،، وتجني أنت ثمارها في موتك وحياتك فهذه الوردة فعلها جميل ،
إذ انك تزرع الابتسامة في قلوب المحتاجين ،،
الوردة الثالثة..
(( ولد صالح ))
فهذه نعمه حرم منها الكثير ،، فهناك أناس حرموا الأطفال ،،
وبالنقيض ضيعوا أولادهم..
فإذا أتتك هذه الوردة فأسقها جيدا جيدا جيد ا،، فهذه سوف تصلك اجر تربيته ،،
فإذا أحسنت التربية سوف يدعو لك في حياتك ومماتك.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (
- إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث :
صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له)
بالرجوع إلى الله تتحول الدنيا إلى جنة..
وبالرجوع إلى الله تتحول التعاسة إلى سعادة
والكره إلى حب والفقر إلى رضا.
بالرجوع إلى الله يصبح الهم هم الآخرة
والعيش للآخرة هو المطلب الأول والأخير ؛
ويصبح الشعار
( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
عندما تلامس التوبة شغاف القلب
يصبح للحياة طعم أخر ولون أخر فتصبح قلوب المحبين لله أغلى أمانيها
سجدة بتأمل ،
وركعة بتدبر ،
ودعوة بتبتل ،
...