بسم الله الرحمن الرحيم
دمعة الحزن ودمعة الفرح كل منهما يحاول جاهدا أن يكشف خفايا غيره ، وكم جعلني هذا الحوار أتأمل ، وها أنا أدعوكم إخواني للتأمل في هذا الحوار الذي جمع بين رفيقين يخرجان من مكان واحد
ويسقطان من علو واحد
إلى مكان واحد
وينحدران على خدين
لا ثالث لهما ولكن في هذا الحوار يكشف لنا كل منهما الفرق وربما يكون الفرق الوحيد بينهما فهيا بنا إلى ذلك الحوار :
في البداية تخاصم الاثنان من يبدأ أولا وربما لأن دمعة الحزن هي من تكون السباقة دائما فقد افتتحت هذا الحوار :
دمعة الحزن : أهلا يا دمعة الفرح .
دمعة الفرح : أهلا يا دمعة الحزن ، هل أتيت لتكملي مسلسل التهكم والتشمت ؟
دمعة الحزن : لا بالطبع لا ولكن ...
دمعة الفرح : ولكن ماذا أنتي دائما الغالبة ، دائما تخرجين رغم انف صاحبك تمزقين فيه كل ما بقي له من كبرياء ، وتقتلين أمله وطموحه وتعيدينه لاحزانه
دمعة الحزن : ( وبتعجب ) من يقول ذلك فعلى العكس أنا الوحيدة التي أكون سببا في افراغ ما يكنه ذلك الإنسان من هموم ومصائب ، و أكون له خير عون في نفض غبار آلامه وغسلها ...
( صمتت قليلا ثم استدركت قولها بصوت عالي ) بل أنتي أيتها الدمعة الفرحة من تبخلين على صاحبك ....
دمعة الفرح : مقاطعه أنا ؟؟؟؟
دمعة الحزن : نعم أنتي ..!!!
دمعة الفرح : وكيف ذلك ؟؟!!
دمعة الحزن : أنتي تكونين ثقيلة جدا في التعبير عن ما يفرح قلب صاحبك فلا تكادين تخرجين ألا وسرعان ما يرجعك كبرياؤك إلى مكانك .
دمعة الفرح : ( والحزن يعصرها ) كلامك ليس صحيحاً على الإطلاق ، فأنا ملك لصاحبي ولكن ما ذنبي لو كانت أفراح الإنسان معدودة في أيامه ولا يكاد يخرجني من سجني ألا قليلا وقليلا جدا ... فماذا أفعل ؟؟!!
دمعة الحزن : فعلا كلامك سليم ومقنع ، فأنا مع الأسف أصبحت ملازمة لصاحبي حتى انه يكاد أن يشتاق لي فيخرجني من سجنه ويطلق لي العنان ولا يسمح لي بالتوقف حتى أكاد انتهي من عينيه .
دمعة الفرح : ( وبتعجب شديد ) تنتهين من عينيه ؟؟!!!
دمعة الحزن : نعم فهل أتاك يوما مثل هذا الإحساس ، وهو أن تحسي بقرب نهايتك ؟
دمعة الفرح : الهذا الحد وصلت أحزان الإنسان ؟؟
هل كثرت أحزانه وقلت أفراحه ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟
دمعة الحزن : ( وقد بدأت تجهش بالبكاء ) نعم للأسف كما قلت لك أصبحت ملازمة لصاحبي دائما وفي كل يوم أنا على موعد مع صاحبي يوقظني من نومي وينتزع مني ابسط حقوقي فيخرجني من صمتي
دمعة الفرح : يا سبحان الله ..!! هل تغير الزمن ؟؟ أم الناس ؟؟ أم ظروفهم ؟
دمعة الحزن : الزمن لا يتغير ، ولا الناس ولكن ظروفهم وبيئتهم وأحوالهم هي التي تتبدل .
دمعة الفرح : وكيف ذلك ؟؟
دمعة الحزن : الأسباب كثيره فمنهم من يبكي على فراق عزيز أو صديق أو حبيب له ، ومنهم من يبكي على فشله في شيء معين .
دمعة الفرح : ولا تنسي أن منهم من يبكي فرحا على عودة عزيز أو صديق أو حبيب له ، ومنهم من يبكي فرحا لنجاحه في شيء معين .
دمعة الحزن : نعم صحيح ولكن أيهما اكثر ما ذكرته أنتي أم ما ذكرته أنا ؟؟!!
دمعة الفرح : ( تلعثمت وسكتت وبدت علامات الاستفهام في وجهها ) ؟؟؟؟
دمعة الحزن : ما بك صامته ؟؟؟
دمعة الفرح :
وما عساي أن أقول حتى وأنا في هذا اللحظات ورغم أنى دمعة فرح ألا إنني احتاج لدمعة الحزن .
نسيم الورد