[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]غيابهم في سر حضورهم
يداهمك وجودهم في ظل غيابهم ..
هل الأماكن تعي الحنين فتشتعل بالأنين فتجعل من أولئك
الغائبين دوماً حاضرين ..؟!
هل تعي الأماكن سر الغياب ..؟!هل تشاركنا الغياب ..؟!
أم هم يتجولون أنحاءك فيشاركونك الأماكن ويتجاوزون زمنهم
ويحلون في زمنك ويقتحمون بصرك فيقعون بؤبؤ العين
فتراهم أينما تتجه ..؟!
كيف تمتلئ الأماكن بحضورهم ..؟!وكيف في غيابهم تعج بالغياب... ؟؟ !!
ليست معادلة..
صعبة لكنها تجنح للعجب عندما تشعر بهم
في أماكن لم يرتادوها معك ومع هذا تعج بهم ..!!
هو حضورهم الذي يملأ زوايانا فيعلن وجودهم حتى وان ارتحلوا
قابعون .. ساكنون ..مستوطنون..
لا يعنيهم الغياب في شيء يجيدون البقاء في دائرة الزمن
يلح ظهورهم ..
في النواحي وزوايا الأماكن بل حتى عاداتك اليومية ..
يشاركونك حضورها فتحتسي حضورهم مع فنجان قهوتك يخالط ..
عبقها حنينك ويتجولون روحك كأبخرتها فتنتشي بوجودهم ..
تلتقفهم مع قطرات الماء التي تروي عطشك وأنت تتشبث ..
بآخر قطرة في قنينة مائك ..
يشاركونك..
وسادتك فهم يقبعون في أفكارك ويتجولون دماغك بل يتجاوزون ..
الصحو للنوم فتتواردهم الأحلام وتراهم في رؤاك فتستيقظ ..
وقد أوجعك اشتعال الحنين إليهم فكأنك التقيتهم ..
ففارقتهم فتشعر بفقدهم لاستيقاظك وتتمنى ..
لو استزدت منهم في منامك ساعات ..
يلوحون..
بقوة مع انبلاج شفق وأفول غسق ويتهادون بعمق مع صورة
حالمة كلما حف عينك جمال طبيعة أو داعب أذنك
ترنيمة طائر أو لحناً عابر
هل هناك سر يتجاوز العلم ..؟!
أم مكامن الخفاء في كشف الجلاء لعجائب الحب على مر الدهور ..؟!
أم هي العوالم الخفية التي لا تخضع للمنطق أو العقل وفي الأصل
هل تخضع مكامن الحب لكل ما يدعي به العقل ..؟!
في النهاية..
هي أسرار تجلوها الأرواح ومكامن الحب نحسها تعلوا قمم ..
وتهبط بنا سفح وادي نحياها ونبحر عمقها ونغوص قاعها نغرق~
ونختنق ولا نموت جمالها في هذا والحياة مع الحب أشبه
بالعيش في عالم بين الحس واللاحس ..
لذا كان علينا ..
أن نعلم أنه ليس هاماً أن نفقة لماذا هم غائبون حاضرون ..
وليس مهماً أن نحلل لماذا تعج بهم أماكننا في غيابهم لنعيش عالم
الحب هذا بغياهب اللامعقول ونلون غيابهم بإلحاح بقائهم
بين جفن العين وسوادها ..
حضورهم ..
خطاً فاصل بين الحلم واليقظة وليكن غيابهم سر حضورهم ..
وليهنأ أياً منكم بسر غائبة فالجمال في تلك الأسرار التي ..
لا يفقه رموزها إلا أهلها.