(وعزتى لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين)
)
شرح وتعريف الحديث القدسى (وعزتى لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين),
تخريج الحديث القدسى,درجات الخوف من الله ,أحوال الخائفين ,منزلة الخوف من الله وأهميته !!
الحديث القدسى:
قال عز وجل : ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ،
إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) .
تخريج الحديث
أخرجه ابن حبان في صحيحه ، و البزار في مسنده ، و البيهقي في شعب الإيمان ،
و ابن المبارك في كتاب الزهد ، و أبو نعيم في حلية الأولياء ،
وصححه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار ، والشيخ الألباني في السلسلة .
حقيقة الخوف ، ودرجاته
والخوف ليس مقصودا لذاته ، بل هو وسيلة لغيره ، ولهذا يزول بزوال المخوف ،
فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم
فالخوف المحمود هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل ،
قال بعض الحكماء : " ليس الخائف الذى يبكي ويمسح عينيه بل من يترك ما يخاف أن يعاقب عليه "
ومنه قدر واجب ومستحب ، فالواجب منه ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم
فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثاً للنفوس على التشمير في النوافل ، والبعد عن المكروهات
وعدم التوسع في فضول المباحات ، كان ذلك مستحباً ، فإن زاد على ذلك
بحيث أدى إلى اليأس والقنوط والمرض ، وأقعد عن السعي في اكتساب الفضائل كان ذلك هو الخوف المحُرَّم .
فضيلة الخوف
أمر الله عباده بالخوف منه ، وجعله شرطاً للإيمان به سبحانه فقال
:{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }
(آل عمران 175)
ومدح أهله في كتابه وأثنى عليهم بقوله : {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون }إلى أن
قال : {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون }(المؤمنون57 -61)
وبين سبحانه ما أعده الله للخائفين في الآخرة فقال :{ولمن خاف مقام ربه جنتان }( الرحمن 46).
وهذا الحديث العظيم يبين منزلة الخوف من الله وأهميتها ، وأنها من أجل المنازل وأنفعها للعبد ،
ومن أعظم أسباب الأمن يوم الفزع الأكبر .
وعلى قدر العلم والمعرفة بالله يكون الخوف والخشية منه ،
قال سبحانه :{إنما يخشى الله من عباده العلماء }(فاطر 28)
ولهذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - أعرف الأمة بالله جل وعلا وأخشاها له كما جاء في الحديث
وقال : (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ،
ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) رواه الترمذي .
ولما سألت عائشة رضي الله عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى
:{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }(المؤمنون 60)
هل هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟
قال : ( لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا يقبل منهم )
رواه الترمذي ،
قال الحسن : "عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم ، إن المؤمن جمع
إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا " .